×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 عَلَى أَنَّ مِنْهُمْ مَن أَشْرَكَ فِي رُبُوبِيَّتِهِ كَمَا يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ - إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى - وَبِالجُمْلَةِ: فَهُوَ - تَعَالَى - يَحْتَجُّ عَلَى مُنْكِرِي الإِلِهَيَّةِ بِإِثْبَاتِهِمُ الرُّبُوبِيَّة.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «عَلَى أَنَّ مِنْهُمْ مَن أَشْرَكَ فِي رُبُوبِيَّتِهِ» وهم قليلون، وإنما أشركوا به في الظاهر دون الباطن؛ فهم معترفون في قرارة أنفسهم بأن الله هو الرب وحده، الخالق، الرازق، المحيي، المميت، يعترفون بهذا في قرارة أنفسهم، وإن تظاهروا في إنكاره: إما عنادًا، وإما تكبرًا، وإما طمعًا في الرياسة والملك؛ فإنهم معترفون به في فطرهم وعقولهم.

قوله رحمه الله: «وَبِالجُمْلَةِ: فَهُوَ - تَعَالَى - يَحْتَجُّ عَلَى مُنْكِرِي الإِلِهَيَّةِ بِإِثْبَاتِهِمُ الرُّبُوبِيَّة» يحتج عليهم بإنكارهم توحيد الإلهية بإقرارهم بتوحيد الربوبية، فما دام أنكم تعترفون أنه هو الرب وحده، الخالق، الرازق، المدبر، فلماذا لا تفردونه في العبادة، وتشركون به من لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر شيئًا من أمور الكون؟!


الشرح