وَكَذَلِكَ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِ - تَعَالَى -
فِي الاسْمِ الَّذِي لاَ يَنْبَغِي إِلاَّ لَهُ كَـ «مَلِكِ المُلُوكِ» وَ «حَاكِمِ
الحُكَّامِ» وَ «قَاضِي القُضَاةِ» وَنَحْوِهِ.
وَقَدْ
ثَبَتَ فِي «الصَّحِيحِ» عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
«إِنَّ أَخْنَعَ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى «مَلِكَ المُلُوكِ»،
لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللهُ» ([1])، وَفِي لَفْظٍ: «أَغْيَظُ
رَجُلٍ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى بِـ «مَلِكِ الأَمْلاَكِ»» ([2]).
****
الشرح
وَكَذَلِكَ
مَنْ تَشَبَّهَ بِهِ - تَعَالَى - فِي الاسْمِ الَّذِي لاَ يَنْبَغِي إِلاَّ لَهُ
كَـ «مَلِكِ المُلُوكِ» وَ «حَاكِمِ الحُكَّامِ» وَ «قَاضِي القُضَاةِ» وَنَحْوِهِ كذلك
التشبه بالله في التسمي باسمه الذي لا ينبغي إلا له، أما الأسماء الأخرى مثل: «العزيز، الملك...» هذا لا بأس، أما «الله» عز وجل فلا أحد يتسمى بالله؛ حتى
فرعون ما قال: «أنا الله»؛ قال: {أَنَا۠
رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ}
[النازعات: 24] فمن سمى نفسه «الله»؛
فهذا - والعياذ بالله - من أكفر الخلق، وكذلك «الخلاق»، «الخالق»، فلا
أحد يسمي نفسه «الخالق»، أو «الخلاق»، وكذا «ملك الملوك»، و «شاهان شاه»
هذا حرام، ولا يجوز التسمي بهذا الاسم؛ لأن هذا من خصائص الله سبحانه وتعالى.
أما نفس «الملك»: فالله ملك، ولكن المخلوقين أيضًا فيهم ملوك، ويقال: الملك فلان.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6206)، ومسلم رقم (2143).
الصفحة 1 / 309