اعْلَمْ أَنَّ اللهَ - سُبْحَانَهُ - هُوَ رَبُّ
كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكُهُ وَإِلَهُهُ.
فَالرَّبُّ
مَصْدَرُ: رَبَّ يرَبُّ رَبًّا فَهُوَ رَابٌّ؛ فَمَعْنَى قوله تعالى: {رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ}: رَابُّ العَالَمِينَ، فَإِنَّ
الرَّبَّ سبحانه وتعالى هُوَ الخَالِقُ المُوجِدُ لِعِبَادِهِ، القَائِمُ
بِتَرْبِيَتِهِمْ وَإِصْلاَحِهِمْ، الْمُتَكَفِّلُ بِصَلاَحِهِمْ؛ مِنْ خَلْقٍ،
وَرِزْقٍ، وَعَافِيَةٍ، وَإِصْلاَح دِينٍ وَدُنْيَا.
****
الشرح
دخل
المؤلف رحمه الله في الموضوع، وما سبق فهو مقدمة.
فقوله
رحمه الله:
«اعْلَمْ» هذه كلمة عظيمة؛ أي: انتبه
وتعلم ما سيأتي، قال تعالى: {فَٱعۡلَمۡ
أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ}
[محمد: 19]، وقال: {ٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ} [الحديد: 20]، وقال: {فَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ} [الأنفال: 40].
فـ
«اعْلَمْ» كلمة عظيمة، تنبه على ما
سيأتي، بأن تتعلمه وتفهمه.
قوله
رحمه الله:
«أَنَّ اللهَ - سُبْحَانَهُ - هُوَ رَبُّ
كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكُهُ وَإِلَهُهُ»، التوحيد على سبيل الإجمال قسمان:
القسم
الأول:
توحيد الربوبية، وهو توحيد الله عز وجل بأفعاله؛ كالخلق، والرزق، والإحياء،
والإماتة، وتدبير الكون، وإنزال المطر، وكل ما يختص الله عز وجل به من الأفعال
فإفراده به هو توحيد الربوبية.
ويدخل
في توحيد الربوبية: الأسماء والصفات.
وتوحيد
الربوبية يسمى التوحيد العلمي الاعتقادي.
القسم
الثاني:
توحيد الألوهية، وهو إفراد الله عز وجل بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه مما
شرعه لهم، ويخلصونها له عز وجل ولا يشركون معه شيئًا.
الصفحة 1 / 309