×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَمِنَ الإِشْرَاكِ: قَوْلُ القَائِلِ لأَِحَدٍ مِنَ النَّاسِ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، كَمَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: «مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»؛ فَقَالَ: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟ قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» ([1]).

هَذَا مَعَ أَنَّ الله -سبحانه- قَدْ أَثْبَتَ لِلْعَبْدِ مَشِيئَةً؛ كَقوله تعالى: {لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ} [التكوير: 28].

فَكَيْفَ بِمَنْ يَقُولُ: أَنَا مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللهِ وَعَلَيْكَ وَأَنَا فِي حَسْبِ اللهِ وحَسْبِكَ وَمَا لِي إِلاَّ اللهُ وَأَنْتَ وَهَذَا مِنَ اللهِ وَمِنْكَ وَهَذَا مِنْ بَرَكَاتِ اللهِ وَبَرَكَاتِكَ واللهُ لِي فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ لِي فِي الأَرْضِ؟!

فَوَازِنْ بَيْنَ هَذِهِ الأَلْفَاظِ الصَّادِرَةِ مِنْ غَالِبِ النَّاسِ اليَوْمَ وَبَيْنَ مَا نَهَى عنه مِنْ: «شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»، ثُمَّ انْظُرْ أَيَّهَا أَفْحَشَ، يَتَبَيَّنْ لَكَ أَنَّ قَائِلَهَا أَوْلَى بِالبُعْدِ مِنْ {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ} وَبِالجَوَابِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَائِلِ تِلْكَ الكَلِمَةِ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ قَدْ جَعَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِدًّا، فَهَذَا قَدْ جَعَلَ مَنْ لاَ يُدَانِيهِ للهِ نِدًّا.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «هَذَا مَعَ أَنَّ الله -سبحانه- قَدْ أَثْبَتَ لِلْعَبْدِ مَشِيئَةً» العبد له مشيئة بلا شك؛ قال تعالى: {لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ ٢٨ وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٩} [التكوير: 28- 29]؛ فالعبد له مشيئة، ولكنها لا تكون إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ليست استقلالية كما يقوله المعتزلة.


الشرح

([1])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10759)، وابن ماجه رقم (2117)، وأحمد رقم (1839).