×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

مقدمة الشارح

****

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فإن التوحيد وهو: إفراد الله عز وجل بالعبادة، وترك عبادة ما سواه - هو أول الإسلام وأول الدين، وأول ما يدخل الإنسان في الإسلام أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ثم بعد ذلك يقوم بأوامر الدين وأنواعها؛ ولهذا كانت الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من أولهم إلى آخرهم أول ما يبدؤون به: دعوة الناس إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه؛ كما قال تعالى: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ} [الأنبياء: 25] وكل نبي يقول لقومه: {يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ} [الأعراف: 59] كما ذكر الله ذلك عن نوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وشعيب - عليهم الصلاة والسلام - كل نبي أول ما يبدأ بدعوة التوحيد، فلا يبدأ بشيء قبلها.

ولما بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة بعد البعثة يدعو إلى التوحيد، وينهى عن الشرك، قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والصيام والحج وبقية شرائع الإسلام، كل هذه المدة في مكة يدعو إلى التوحيد، بينما فرضت الصلاة قبل الهجرة بيسير ليلة المعراج، فرضت عليه في مكة في آخر إقامته فيها.


الشرح