قوله
رحمه الله: «وَمِنْ
هَذَا: شِرْكُ أَهْلِ الوِحْدَةِ» أي: أهل وحدة الوجود، الذين يقولون: «ليس هناك مخلوق وخالق، الكون كله هو الله»!
فالذي يقول: «إن الكون ينقسم إلى مخلوق
وخالق» مشرك عندهم، أما الموحد عندهم فهو الذي يقول: «ليس هناك مخلوق وخالق؛ بل الكون كله هو الله»! وهم أهل وحدة الوجود؛
كابن عربي، والحلاج، وأتباعهما.
قوله
رحمه الله:«وَمِنْهُ: شِرْكُ المَلاَحِدَةِ
القَائِلِينَ بِقِدَمِ العَالَمِ وَأَبَدِيَّتِهِ» أي: من يجحدون وجود الخالق،
ويقولون: «العالم قديم، وليس بمحدث».
قوله
رحمه الله:
«وَأَنَّ الحَوَادِثَ بِأَسْرِهَا
مُسْتَنِدَةٌ إِلَى أَسْبَابٍ وَوَسائِطَ اقْتَضَتْ إِيجَادَهَا، وَيُسَمُّونَهَا «العُقُولَ
وَالنُّفُوسَ»» أي: ولا ترجع إلى الله عز وجل وإنما هي أسباب موجودة تؤثر،
وليس لله فيها تدبير ولا خلق!
من
الذي خلق الأسباب وأوجد الأسباب؟ الأشياء لها أسباب، ولكن من الذي خلق الأسباب،
وجعل فيها خاصية المسببات إلا الله سبحانه وتعالى ؟
قوله
رحمه الله:
«وَمِنْهُ: شِرْكُ مُعَطِّلَةِ
الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ؛ كَالجَهْمِيَّةِ، وَالقَرَامِطَةِ، وَغُلاَةِ المُعْتَزِلَةِ»
هذا النوع الثالث، وهو تعطيل الذين يؤمنون بالله، ولكن:
منهم
من يعبد غير الله، وهم المشركون؛ فيعطلون توحيد الألوهية، يعبدون الله، ولا يعبدون
الأصنام ولا الأوثان ولا القبور؛ ولكن يجحدون الأسماء والصفات.
والجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان؛ لأنه هو الذي اعتنق هذا المذهب ونشره، وإلا فمن قبله الجعد بن درهم وهو شيخه، والجعد أخذه عن طالوت اليهودي، وطالوت أخذه عن لبيد بن الأعصم اليهودي، هذا سند الجهمية -والعياذ بالله-.