فنسبة
الجهمية إلى الجهم، والجهم هو الذي أظهر مذهبهم، ودعا إليه؛ فسميت الجهمية باسمه.
والقرامطة: وهم غلاة الشيعة
الباطنية، من الفاطميين وغيرهم، وهم أتباع حمدان قرمط، صاحب القطيف بشرق الأحساء
الذي جاء بجنوده وقتل الحجاج في الحرم، وألقاهم في بئر زمزم، وذهب إلى عرفات وقتل
الحجاج فيها، وأخذ الحجر الأسود، وذهب به إلى كعبة بناها في هجر، وبقي الحجر فوق
عشرين سنة هناك، ثم رده الله إلى مكانه، فهؤلاء القرامطة أتباع حمدان قرمط، وهو من
الباطنية.
وغلاة
المعتزلة:
وهم أتباع واصل بن عطاء الغزال، الذي اعتزل مجلس الحسن البصري؛ لأنه كان من تلاميذ
الحسن البصري، فحصل خلاف بينهما في مرتكب الكبيرة: فالمعتزلة يرون أن مرتكب
الكبيرة خارج من الإسلام، ولكنه لا يدخل في الكفر؛ فهو في منزلة بين منزلتين!
والحسن البصري والسلف والصحابة رضي الله عنهم والتابعون يقولون: مرتكب الكبيرة لا
يكفر، ولا يخرج من الإسلام إذا كانت كبيرته دون الشرك، ولكن ينقص إيمانه؛ فيكون
مؤمنًا ناقص الإيمان، فاسقًا بكبيرته، لكنه لا يكفر، ولا يخرج من الإسلام، ولا
يصير بمنزلة بين المنزلتين كما تقوله المعتزلة؛ فسموا معتزلة لأنهم اعتزلوا
علماءهم، وانحازوا إلى أنفسهم، وابتكروا هذا المذهب الخبيث؛ فسموا بالمعتزلة.
ومذهب
الجهمية:
جحد الأسماء والصفات.
ومذهب المعتزلة: يجحدون الصفات، ويثبون الأسماء بلا معانٍ، يقولون: الأسماء مجردة وليس لها معان، ولا تدل على صفات.
الصفحة 3 / 309