×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 ولا نتركهم ونيأس منهم، هم في ذمتنا، قال تعالى: {وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ} [الشعراء: 214]، {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ} [التوبة: 122] هذه فائدة أن الإنسان يطلب العلم ويتفقه في دين الله، فائدته: أن يدعو إلى الله، وأن يبين للناس بعد أن يهتدي هو، ويحاول هداية الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ([1])، فهذا فضل عظيم.

وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» ([2]).

فالمطلوب أن يحاول الإنسان هداية الناس، مهما كلفه ذلك؛ لأنه في سبيل الله، ولكن لا يعنف على الناس ويقابلهم بالقسوة، ولا يقابلهم بالغلظة، هذا ينفرهم، ولكن يقابلهم بما أمر الله به: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ} [النحل: 125] لأن أغلبهم جهل ومروج عليهم، أما المعاند والذي لا يقبل فهذا أمره إلى الله: {إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} [القصص: 56].

فالذي يعلم الله من قلبه أنه يحب الهداية يهديه، أما من يعلم الله من قلبه أنه لا يحب الهداية ولا يريدها؛ فإن الله يضله؛ عقوبة له.

قوله رحمه الله: «فَأَمَّا الشِّرْكُ الثَّانِي فَهُوَ الَّذِي فَرَغْنَا مِنَ الكَلاَمِ فِيهِ، وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ الآنَ» أي: الشرك في الألوهية، وهذا سبق الكلام فيه.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2674).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3701) ومسلم رقم (2406).