وَأَمَّا الشِّرْكُ الأَوَّلُ فَهُوَ
نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا:
شِرْكُ التَّعْطِيلِ وَهُوَ أَقْبَحُ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ؛ كَشِرْكِ فِرْعَوْنَ
فِي قَوْلِهِ: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23]، وَقَالَ
لِهَامَانَ:
{ وَقَالَ
فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦ أَسۡبَٰبَ
ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ
وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ
وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧} [غافر36، 37].
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«الشِّرْكُ الأَوَّلُ» أي: الشرك في
الربوبية.
قوله
رحمه الله:
«شِرْكُ التَّعْطِيلِ» وهو قسمان:
القسم
الأول:
تعطيل الكون من خالقه، ويقال: «إن الكون
ليس له خالق، وإنما أوجدته الطبيعة، أو أوجدته حركات الأفلاك»، أو ما أشبه
ذلك!
هذا
شرك تعطيل - والعياذ بالله - وهو شرك الدهرية وغيرهم؛ يقولون: {وَمَا
يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ}
[الجاثية: 24] بتعطيل الخلق من خالقه، ونسبة الحوادث إلى أسباب فقط، وإلى أسباب
كونية طبيعية، حوادث طبيعة، يقولون: «ليس
لله فيها تقدير ولا إيجاد، وإنما هى طبيعية»، انتبه لهذه الكلمة، لا يقولون: «هذه حوادث قدرها الله، وعقوبات على الناس»،
ويعظون الناس بها، لا؛ بل يقولون: «هذه
طبيعية، اطمئنوا، لا يهمكم هذا، هذه من أمور الدهر: {قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ
وَٱلسَّرَّآءُ} [الأعراف: 95]؛ فهذا شيء طبيعي، وقد جرت به العادة، لا
تقولوا: إن هذه عقوبات على معاصٍ، هذه الكوارث والزلازل والمصائب والأعاصير بأسباب
طبيعية، وتجري في الكون»! ويهونون على الناس أمرها؛