×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وقـَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنِ اتَّخَذَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ مَسَاجِدَ يُصَلِّي للهِ فِيهَا.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وقـَدْ لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنِ اتَّخَذَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ مَسَاجِدَ» في أحاديث كثيرة صحيحة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ([1])، ونهى عن البناء على القبور ([2])، ونهى عن تجصيصها، والكتابة عليها ([3])، ونهى عن إِسْرَاجِها بالسُّرُج ([4])، وتبخيرها بالبخور؛ كل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه؛ لأنه من وسائل الشرك، وعبادة غير الله، والغلو في القبور، والآن يبنون عليها، ويجعلون لها صناديق وسدنة، ويجمعون الأموال من المساكين، ويتقاسمونها، ويجعلونها مصدرًا أو موردًا ماليًّا للبلد، وأغروا الناس في عبادتها - والعياذ بالله! أكلوا أموالهم بالباطل، وأفسدوا عقيدتهم، فهذا هو ديدن القبوريين اليوم، أو من رضي بفعلهم، أو اتخذه موردًا من موارد بيت المال في بعض البلاد.

قوله رحمه الله: «مَسَاجِدَ يُصَلِّي للهِ فِيهَا» المسجد هو مكان الصلاة ولو لم يُبْنَ، فكل مكان صليت فيه فإنه مسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَتْ لِيَ الأَْرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([5]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (532).

([2])أخرجه: مسلم رقم (970).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (3225)، والترمذي رقم (1052)، والنسائي رقم (2027).

([4])أخرجه: أبو داود رقم (3226)، والترمذي رقم (320)، والنسائي رقم (2181)، وابن ماجه رقم (1575).

([5])أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).