{فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا
وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ}
[البقرة: 22] هذا شرك، والنوع الأول شرك التعطيل، يدخل فيه تعطيل المعتزلة الذين
نفوا القدر وقالوا: «إن الإنسان يخلق فعل
نفسه»، فأثبتوا خالقين مع الله سبحانه وتعالى.
وأما
شرك التمثيل فهو أن يُجْعَلَ لله شبيه وند وسمي وعدل من خلقه، سبحانه وتعالى، ومن
ذلك ادعاء الولد لله سبحانه وتعالى؛ لأن الولد شبيه بوالده، وجزء منه، وهذا مذهب
النصارى الذي غلوا في المسيح؛ قالوا: {ٱلۡمَسِيحُ
ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ} [التوبة: 30]، وقالوا: {إِنَّ ٱللَّهَ
ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ}
[المائدة: 73]، وكذلك مذهب المشركين من العرب الذين جعلوا الملائكة بنات الله
سبحانه وتعالى: {وَجَعَلُواْ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ} [الزخرف: 19] يعني:
جعلوهم بنات لله عز وجل ويزعمون أن الله أصهر إلى الجن فأنجب الملائكة، كما قال
سبحانه وتعالى: {وَجَعَلُواْ
بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ}
[الصافات: 158] يقولون: «إنه تزوج من الجن
فأنجب الملائكة»! وهذه ترهات وأباطيل - والعياذ بالله - وهذا شأن من أعرض عن
الوحي، وعن اتباع الرسل؛ فإنه يقع في هذه الأمور التي تضحك العقلاء، وتخالف الفطر
السليمة والعقول، ولكن من ترك الوحي فإنه يبتلى بمثل هذه الخزعبلات وهذه الأباطيل
والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فلا عاصم منها إلا التمسك بالوحي،
والاعتصام بالكتاب والسنة، ما يعصم من هذه الأمور غير الكتاب والسنة، والتمسك
بالوحي المنزل.
فهذا شرك التشبيه، الشرك في الأسماء والصفات، أو في الربوبية؛ لأن الأسماء والصفات من الربوبية، والشرك فيها من التمثيل والتشبيه، وهو ما وقع فيه المشبهة من النصارى وغيرهم، وكذلك التشبه بالله عز وجل.