×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 كَمَا قال تعالى: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ} [الروم: 28] أَيْ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَأْنَفُ أَنْ يَكُونَ مَمْلُوكُهُ شَرِيكَهُ فِي رِزْقِهِ؛ فَكَيْفَ تَجْعَلُونَ لِي مِنْ عَبِيدِي شُرَكَاءَ فِيمَا أَنَا مُنْفَرِدٌ بِهِ، وَهُوَ الإِلَهِيَّةُ الَّتِي لاَ تَنْبَغِي لِغَيْرِي، وَلاَ تَصْلُحُ لِسِوَايَ؟! فَمَنْ زَعَمَ ذَلِكَ فَمَا قَدَرَنِي حَقَّ قَدْرِي، وَلاَ عَظَّمَنِي حَقَّ تَعْظِيمِي !.

****

الشرح

كان المشركون يلبون إذا أحرموا بالحج، أو بالعمرة، وكانوا يقولون في تلبيتهم: «لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك» ([1])، فلبى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد؛ فقال: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ» ([2])، فنفى الشرك عن الله -سبحانه- وألغى هذه الكلمة القبيحة، وأنزل الله في ذلك: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ} [الروم: 28] فأنتم تقولون: «إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك»، فهل أنت ترضى لنفسك أن يكون عبدك شريكك؟ فكيف ترضى أن يكون عبد الله شريكًا له، فترضى لله ما لا ترضاه لنفسك؟!


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1185).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1549)، ومسلم رقم (1184).