فالأول: الحلق في أحد النسكين: الحج أو العمرة.
والثاني: حلق الرأس لغير الله -سبحانه- كما يحلقها المريدون لشيوخهم فيقول أحدهم:
أنا حلقت رأسي لفلان، وأنت حلقته لفلان، وهذا بمنزلة أن يقول: سجدت لفلان، فإن حلق
الرأس خضوع وعبودية وذل؛ ولهذا كان من تمام الحج، حتى إنه عند الشافعي ركن من
أركانه لا يتم إلا به، فإنه وضع النواصي بين يدي ربها خضوعًا لعظمته، وتذللاً
لعزته وهو من أبلغ أنواع العبودية؛ ولهذا كانت العرب إذا أرادت إذلال الأسير منهم
وعتقه حلقوا رأسه وأطلقوه.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«الحلق في أحد النسكين» هذا عبادة وهو
واجب من واجبات الحج والعمرة.
قوله
رحمه الله:
«والثاني: حلق الرأس لغير الله»، وهذا
محرم وشرك؛ لأنه عبادة لغير الله؛ لأنهم يفعلونها على وجه النسك، التعبد والذل
لغير الله عز وجل.
قوله
رحمه الله:
«كما يحلقها المريدون لشيوخهم»، وهو
عند الصوفية أيضًا، فهم يحلقون رؤوسهم لشيوخهم، شيوخ الطرق؛ تعظيمًا وتواضعًا لهم،
«المريدون» هم الطلاب.
قوله رحمه الله: «فإن حلق الرأس خضوع وعبودية وذل»، فهو مثل السجود، إذا فعل على وجه العبادة والتعظيم لأحد فهو عبادة مثل السجود.