تنبيه (1)
****
مِنَ المعلوم أنَّ الإمامَ ابنَ القيِّمِ رحمه الله
إمامٌ حافظٌ حُجَّةٌ في الحديثِ، وهو يُورِد في مضامينِ هذه القصيدةِ «النُّونِيَّة»
مَدْلُولاتِ أحاديثَ كثيرةٍ مُحْتَجًّا بها قد يكونُ لغيرهِ وِجْهةُ نَظَرٍ في بعض
أسانيدِها. ثم يأتي بعضُ الباحثين، فيعلِّقُ عليها - شأنُهم مع الكُتُب الأخرى
التي تعقَّبُوا مُؤَلِّفيها؛ فشوَّهُوها، وأسقطوا قِيمَتَها مع أنَّ مُؤلِّفِيها
أئِمَّةٌ في الحديثِ رأوْها صالِحَةً للاستدلالِ بها، وإن كان للآخرينَ رأيٌ آخرُ
فِيها. ولم يتدخَّلْ أحَدٌ في تلك الكُتُبِ، وبقيتْ لها حُرمَتُها، ومكانَتُها،
ولمُؤَلِّفِيها رأيُهم - بينما نرَى بعضَ الباحثِينَ المعاصرين خالفُوا هذا
المنهجَ؛ فسَطَوْا على كُتُبِ الأئِمَّةِ، وجرَحُوا أدِلَّتَها، وأسْقَطُوا
مكانَتَها، وأساءُوا الأدبَ مع مُؤَلِّفيها، وجاءُوا بآراءِ غيرِهم؛ ليُلْزِمُوهم
بها؛ فجَنَوْا على كُتُبِ العِلم. ولا حول ولا قُوَّةَ إلا بالله.
فالواجبُ الكفُّ عنْ هذا العملِ واحترامُ كُتُبِ
الأئِمَّةِ لا سِيَّمَا كُتُبِ العقيدة. وبالله التوفيق.
***