فصل
****
هَذَا وَثَانِيهَا صَرِيحُ عُلُوِّهِ **** وَلَهُ بِحُكْمِ
صَرِيحِهِ لَفْظَانِ
لَفْظُ العَلِيِّ وَلَفْظَةُ الأعْلَى مُعَرْ **** رَفَةً أتَتْ
فِيه لِقَصْدِ بَيَانِ
إِنَّ العُلُوَّ لَهُ بِمُطْلَقِهِ عَلَى التْـ **** تَـعْمِيمِ وَالإِطْلاَقِ
بِالبُرْهَانِ
وَلَهُ العُلُوُّ مِنَ الوُجُوهِ جَمِيعِهَا **** ذَاتًا وَقَهْرًا
مَعْ عُلُوِّ الشَّانِ
لَكِنْ نُفَاةُ عُلُوِّهِ سَلَبُوهُ إِكْـ **** مَالَ العُلُوِّ
فَصَارَ ذَا نُقْصَانِ
****
الدليل الثاني:
تصريحُ الله جل وعلا بالعلُوِّ على مخلوقاتِه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ﴾
[البقرة: 255] فالعليُّ: معناهُ العالي على خلقهِ بذاتهِ وبقهرِه وبقُدْرَته
سبحانه وتعالى، فالعُلُوُّ لَهُ ثلاثةُ أنواعٍ: علوُّ الذات فوقَ مخلوقاته، وعلوُّ
القهْرِ، وعلوُّ القدْرِ، كلُّها ثابتةٌ له سبحانه وتعالى.
عُلوُّ الذات، وعلوُّ القهر وعلوُّ القدْرِ، أمَّا مَن
فسَّر العُلُوَّ بأنّه علوُّ القَدْرِ أو علوُّ القهْرِ فقط، وأنكرَ علوَّ الذاتِ
فهو معطِّلٌ.
حيث يُفسِّرُونَهُ بالمَعْنَيَيْنِ فقط، علُوِّ القَهْرِ
والقَدْرِ، ويَجْحَدُونَ عُلُوَّ الذاتِ، فصار تفسيرُهم ذا نُقصانِ، وليسَ هو
المطلوب.
الصفحة 1 / 445