×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصل

****

هَذَا وَسَابِعُ عَشْرِهَا إِخْبَارُهُ **** سُبْحَانَهُ فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ

عَنْ عَبْدِهِ مُوسَى الْكَلِيْمِ وَحَرْبِهِ ****  فِرْعَوْنَ ذِي التَّكْذِيْبِ وَالطُّغْيَانِ

تَكْذِيْبُهُ مُوسَى الْكَلِيْمِ بِقَوْلِهِ **** اللهُ رَبِّي فِي السَّمَا نَبَّانِي

****

 الدَّليلُ السَّابعُ عشر على إِثْبَاتِ عُلُوِّ الله فوق سماواته: إِخْبارُ الله في القرآن عن مُوسَى وفِرْعَوْنَ حيثُ إِنَّ فِرْعَوْنَ لمَّا أَرَادَ أَنْ يَتظاهرَ بتكذيبِ مُوسَى أَمَامَ النَّاس قَالَ لِهَامَانَ وَزِيرِه: ﴿ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا [غافر: 36] والصَّرْحُ البِناءُ المرتفعُ، ﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧ [غافر: 36- 37] فهذا يدلُّ على أَنَّ مُوسَى عليه السلام أَخْبَرَ فِرْعَوْنَ أَنَّ ربَّه في السَّماءِ فَقَالَ فِرْعَوُن هذا مِنْ باب الجُحُود والمكابرةِ وإِلاَّ فهو يعرف في قلْبه صِدْقَ مُوسَى عليه السلام، ولكنْ مِنْ باب المُكابرة والعِنادِ والخوفِ على مُلْكه بزَعْمِه قال هذا الكلام.


الشرح