×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصل

****

هَذَا وَثَالِثَ عَشْرِهَا إِخْبَارُهُ **** أنّا نَرَاهُ بِجَنَّةِ الحَيوانِ

فَسَلِ المُعَطِّلَ هَلْ نَرَى مَنْ تَحْتَنَا **** أَمْ عَنْ شَمَائِلِنَا وَعَنْ أَيْمَانِ

أَمْ خَلْفَنَا وَأَمَامَنَا سُبْحَانَهُ **** أَمْ هَلْ نَرَى مَنْ فَوْقَنَا بِبَيَانِ

****

 الدليلُ الثالثَ عشرَ على عُلُوِّ الله على خلقِه: إخبارُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّنا نرى رَبَّنا بجنة الحيوان: يعني الحياة الكاملة، فجنة الحيوان: يعني جنة الحياة الكاملة التي لا يعتريها موت، ولا مرض ولا هَمٌّ. أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترةِ أنَّنا نرى رَبَّنا يوم القيامة في الجنة، والرؤية تقتضي أننا نراهُ جل وعلا مَن أعلى، لا من شمال ولا من فوق ولا من تحت، وهذا من أدلة العلو أيضًا، حيث شبَّه رؤيته سبحانه برؤية الشمس والقمر حيث قال: «كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ صَحْوًا لَيْسَ دُونَها سَحَابٌ» ([1]) ونحن نرى الشمس والقمر من فوقنا.

الحق أنّه يُرى من الفوق؛ لأنه يليق به، وأن يُرى من العُلُوِّ؛ لأنّ العلو هو الكمال.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6573)، ومسلم رقم (182).