×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصلٌ: في اعتِرَاضِهم على القوْلِ بدوامِ فاعليَّةِ

الرَّبِّ تعَالى وكلامِه والانفصالِ عنه

****

فلئِنْ زَعَمْتُم أنَّ ذاكَ تَسَلْسلٌ **** قُلْنا: صَدَقْتُم وهو ذو إمْكانِ

****

 اعتَرَضَتِ الجهْميَّةُ ومنْ قالَ بقوْلِهم منَ الفِرَقِ على أهْلِ السُّنَّةِ القائلينَ بقِدَمِ أفْعالِ اللهِ جل وعلا، بقولِهم: أنتُم شابَهْتُم الفلاسِفَةَ القائلينَ بقِدَمِ العالَمِ.

لئِنْ زَعَمْتُم أيُّها المُعارِضُونَ للقوْلِ بقدَمِ أفعالِ اللهِ بأنَّ هذا تَسلسُلٌ يُشْبِهُ قوْلَ الفلاسفَةِ بقدَمِ العالَمِ مُشَارِكٌ للرَّبِّ ومُقارِنٌ له، فإنَّنا نقولُ: هو تَسَلْسُلٌ مَسْبوقٌ بوجُودِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى، أمَّا الفلاسفَةُ فإنَّهم يقولونَ: هو تسَلسُلٌ مُشارِكٌ للرَّبِّ، مُقارنٌ للرَّبِّ، وهذا باطلٌ، أمَّا أهْلُ السُّنَّةِ فيقولونَ: هو تسلسُلٌ ولكنَّه مسبوقٌ بوجودِ الربِّ سبحانه وتَعالى، ففرْقٌ بينَ هذا وهذا؛ لأنَّ هذا تسلسُلٌ في الآثَارِ وليسَ تَسلسُلاً في المُؤَثِّرينَ.

فأهْلُ السُّنَّةِ يقولونَ: لا مُقارنةَ بل اللهُ جل وعلا الأوَّلُ الَّذي ليسَ قبلَه شيءٌ، ومفعولاتُه مقارنَةٌ لأوليَّتِه ليسَتْ سابقَةً عليْهَا.


الشرح