كتَسَلْسُلِ التَّأثِيرِ في مُستقبَلٍ **** هل بيْنَ ذلكَ
قطُّ منْ فُرْقانِ
واللهِ ما افْتَرَقَا لذِي عقْلٍ ولا **** نقْلٍ ولا نظَرٍ
ولا بُرهانِ
في سَلْبِ إمْكانٍ ولا في ضِدِّه **** هذي العُقولُ
ونحْنُ ذو أذْهانِ
فليَأْتِ بالفُرقانِ مَنْ هو فَارِقٌ **** فَرْقًا يَبينُ
لصالحِ الأذْهانِ
وكذاكَ سَوَّى الجَهْمُ بينَهما كـذا الـ ****ـعلاَّفُ في
الإنْكارِ والبُطلانِ
ولأجْلِ ذا حَكَمَا بحُكْمٍ باطِلٍ **** قَطْعًا على
الجَنَّاتِ والنِّيرانِ
****
هذا ردٌّ آخَرٌ
بأنْ يُقالَ: إذا جازَ التَّسلسُلُ في المُستقبَلِ كما يقولُه الأشَاعرَةُ
وغيرُهم، جازَ التَّسلسُلُ في الماضي إذْ لا فَرْقَ بينَهما.
أبو الهُذَيْلِ العلاَّفُ، والجَهمُ بنُ صَفْوان سوَّيا
بينَ المُستقْبَلِ والمَاضي فقالا: بِمَنْعِ التَّسلسُلِ فيهما، فعطَّلُوا اللهَ
عن أفْعالِهِ في الماضي وعطَّلوا اللهَ عن أفعالِهِ في المُستقبَلِ.
ولأجْلِ قولِهِما بمَنْعِ التَّسلسُلِ في الماضي والمُستقبَلِ قالا بفَناءِ الجَنَّةِ والنَّارِ، وهذا قَوْلٌ باطِلٌ؛ لأنَّ اللهَ أخبَرَ أنَّ الجنَّةَ باقِيَةٌ، وأنَّ أهْلَها خَالِدونَ فيها أبدًا، وأنَّ النَّارَ باقِيَةٌ وأنَّ أهْلَهَا خالدونَ فيها أبدًا.