فالجَهْمُ أفْنَى الذَّاتَ والعلَّافُ للـ **** ـحركاتِ افْنَى
قالَه الثَّورانِ
وأبو عليٍّ وابنُهُ والأشْعَرِيْ **** يُ وبَعْدَهُ
ابْنُ الطيِّبِ الرَبَّاِني
وَجمِيعُ أربابِ الكَلاَمِ البَاطلِ الْـ **** ـمَذْمُومِ عِندَ
أَئِمَّةِ الإيمانِ
فَرَقُوا وقالُوا ذاكَ فِيما لمْ يَزَلْ **** حَقٌّ وفي أزلٍ بِلا إِمْكَانِ
قَالُوا لأَِجْلِ تناقُضِ الأَزَلِيِّ والْـ**** أحداثِ ما هذانِ
يَجْتَمِعانِ
لكِنْ دَوامُ الفِعْلِ في مُسْتَقْبَلٍ **** ما فيه مَحذُورٌ
مِن النُّكْرَانِ
****
الجَهْمُ يقولُ بانقِطاعِ التَّسلسُلِ في المَاضي وفي
المُستقبلِ للحَرَكاتِ والذَّواتِ فلا يَبْقَى شَيءٌ من هذهِ المخلوقاتِ، وأمَّا
العلاَّفُ فيقولُ: تبْقَى المخلوقاتُ في المُستقبَلِ لكن ليسَ لها حَركاتٌ بل
تَبْقَى مُعَطَّلَةً، ويَبْقَى عندَ العلاَّفِ أهْلُ الجنَّةِ وأهْلُ النَّارِ
ولكنْ دُونَ حركاتٍ.
أبو علي الجُبَّائي شيخ المعتزلة وابن الجُبَّائي أبو
هاشم، وأبو الحسن الأشعري، وأبو بكر بن الطيِّب الباقلاّني، وهو على مذهب
الأشاعرة، وإن كان له مواقفُ جيدةٌ في الإسلام والرَّدِّ على الملاحدة؛ ولذا وصفه
بالرَّبَّانِي؛ لأنّ له مواقفَ جيدةً.
ومع هؤلاء المذكورين علماء الكلام فرَّقوا بين التسلسل في الماضي، فمنعوه، وبين التسلسل في المستقبل، فأثبتوه، وهذا تحكُّم،