فصل
****
هَذَا وَثَالِثُهَا صَرِيحُ الفَوْقِ مَصْـ **** ـحُوبًا بِـ «مِن» وَبِدُونِهَا
نَوْعَانِ
إِحْدَاهُمَا هُوَ قابِلُ التَّأْوِيلِ وَالْـ **** أَصْلُ
الحَقِيقَةُ وَحْدَها بِبَيانِ
فَإِذَا ادَّعَى تَأْوِيلَ ذَلِكَ مُدَّعٍ **** لَمْ تُقْبَلِ
الدَّعْوَى بِلاَ بُرْهَانِ
لَكِنَّمَا المَجْرُورُ لَيْسَ بِقَابِلِ التْـ **** تَأْوِيلِ فِي
لُغَةٍ وَعُرْفِ لِسَانِ
****
الدليل
الثالث على عُلُوِّ اللهِ: أنّ اللهَ وصفَ نفْسَهُ بالفوقيَّةِ مسبوقة بِـ «مِن»
وبدُونها، قال تعالى: ﴿وَهُوَ
ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ﴾
[الأنعام: 18] وقال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا
يُؤۡمَرُونَ۩﴾ [النحل: 50]، والفوقيّة:
معناها العُلُوُّ، فهو فوقَ كُلِّ شيءٍ سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ﴾ [النحل: 50]، جاءت بـ «مِنْ» مجرورة فَفِي ذلك إثبات عُلُوِّ الله سبحانه على خلقِه، وإنْ أوَّلوا «فوْقهم» التي بدون «مِن» بأنه فوقهم بالقدرِ والقهرِ لا بالذاتِ، فإنهم لا يستطيعون تأويلَ المجرور بـ «مِن» في ﴿مِّن فَوۡقِهِمۡ﴾ [النحل: 50]، فإنه لا يحتمل غير عُلُوِّ الذَّات.
الصفحة 1 / 445