فصل
****
هَذَا وَخَامِسُ عَشْرِهَا الإِْجْمَاعُ مِنْ **** رُسُلِ الإِْلَهِ
الْوَاحِدِ الْمَنَّانِ
فَالْمُرْسَلُونَ جَمِيْعُهُمْ مَعَ كُتُبِهِمْ **** قَدْ صَرَّحُوا
بِالْفَوْقِ لِلرَّحْمَنِ
وَحَكَى لَنَا إِجْمَاعَهُمْ شَيْخُ الْوَرَى **** وَالدِّينِ
عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيْلاَنِي
****
والدَّليلُ
الخامسُ عشر مِن أَدِلَّة العُلُوِّ: إِجْماعُ الرُّسُل - عليهم الصَّلاةُ
والسَّلامُ - على عُلُوِّ الله على خلْقه، وكذلك الكُتُبُ المُنزَّلةُ عليهم مِن
الله، جَاءَ فيها كلِّها وصْفُ الله بالفوقيَّة مثْلُ ما جَاءَ في القرآن مثْلُ
قوله تعالى: ﴿يَخَافُونَ
رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ﴾
[النحل: 50] ﴿وَهُوَ
ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ﴾
[الأنعام: 18] والفوقيَّة معناها: العُلُوُّ ففيها دليلٌ على عُلُوِّ الله
على خلْقه سُبْحَانَه.
حكى ذلك الإِجْماعَ عنِ الرُّسُل: عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلانِيُّ الإِمَامُ الحَنْبليُّ المشهورُ بعلْمِه وفقْهِه ووَرَعِه وزُهْدِه رحمه الله، وله كتابٌ مشهورٌ اسْمُه «الغُنْيَة» في الفقْه ذَكَر في أَوَّله العقيدةَ، ومِن جُمْلة ما ذَكَره: إِجْماعَ الرُّسُل على عُلُوِّ الله سُبْحَانَه.
الصفحة 1 / 445