×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصل

****

هَذَا وَخَامِسُهَا صُعُودُ كَلامِنَا **** بِالطَّيِّبَاتِ إِلَيْهِ وَالإِحْسَانِ

وَكَذَا صُعُودُ البَاقِيَاتِ الصَّالِحَا **** تِ إِلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ ذِي الإِيمَانِ

وَكَذَا صُعُودُ تَصَدُّقٍ مِنْ طَيِّبٍ **** أَيْضًا إِلَيْهِ عِنْدَ كُلِّ أَوَانِ

وَكَذَا عُرُوجُ مَلائِكٍ قَدْ وُكِّلُوا **** مِنَّا بِأَعْمَالٍ وَهُمْ بَدَلاَنِ

****

 الدَّليلُ الخامسُ من أدلة العلُوِّ: أَنَّ اللهَ أخبرَ بِصُعودِ الكَلِم الطَّيِّبِ والعمل الصالحِ، فقال: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ [فاطر: 10] والصعودُ معناه: الارتفاع إلى أعلى، فدلَّ على عُلُوِّ الله على مخلوقاته، وأنّه تَصْعَدُ إليهِ الأقوالُ الصالحةُ والأعمال الصالحة.

وكذا صعودُ الصَّدقةِ إلى الله، يدُلُّ على عُلُوِّ الله على عرشِه؛ لأنَّ الصعودَ لا يكون إلاَّ من أسفل إلى أعلى.

يعني تَصْعَدُ إليهِ ملائكةٌ بالليلِ، وملائكةٌ بالنهار، ينزلون، ويصعدون كما أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنهم ينزلون إلينا، ويصعدُون إلى الله، ملائكةٌ بالليل يأتون في صلاة العصرِ، ويستمرُّون إلى الفجر،


الشرح