فَصْلٌ: في قُدُوم رَكْبٍ آخر
****
وأتى فريقٌ ثم قارَب وصفَه **** هذا ولكن جد في
الكفرانِ
فأسَرَّ قولَ معطِّل ومكذِّب **** في قالَبِ
التنزيهِ للرحمنِ
إذ قال ليس بداخلٍ فينا ولا **** هو خارج عن جُملةِ
الأكوانِ
بل قال ليس ببائنٍ عنها ولا **** فيها ولا هو
عينها ببيانِ
كلاَّ ولا فوقَ السمواتِ العُلى **** والعرش من رب ولا
رحمنِ
****
هذا هو مذهبُ الجَهْمية قالوا: إنه لا داخلَ الأكوانِ ولا خارجَ الأكوانِ فهم أشد كفرًا من الحلولية؛ لأن الحلولية أثبتوا وجود الرب إلا أنهم قالوا: إنه حالٌّ في مخلوقاته، وهؤلاء قالوا: إنه ليس في مخلوقاته ولا في خارجها، فمعنى هذا أنهم أشد كفرًا لأن هذا معناهُ، أن الذي لا هو داخل العالم ولا خارجه يكون معدومًا.
الصفحة 1 / 445