والعرشُ ليس عليه مَعبودٌ سوى الـ **** ـعُدْم الذي لا
شيءَ في الأعيانِ
بل حظُّه من ربِّه حظُّ الثَّرى **** منه وحظُّ قواعدِ
البُنيانِ
لو كان فوقَ العرشِ كان كهذه الـ **** أجسامِ سبحانَ
العظيم الشانِ
****
هذه شُبهتُهم: قالوا: لو أثبتْنا أنه فوقَ العرشِ لكان جسمًا وهو مُنزَّهٌ عن الجسم، فنقولُ لهم: هو فوقَ العرشِ سبحانه وتعالى ولا يلزَمُ من هذا أن يكونَ جسمًا، فالجسمُ لم يُثبتْهُ اللهُ ولم ينفِه، فنحنُ لا نُثبتُه ولا ننفيه؛ لأنَّنا ندورُ مع الكِتابِ والسُّنةِ وليس فيهما لا نفي للجسمِ ولا إثبات للجسم، فنحنُ لا نثبتُه ولا ننفيه وإنَّما نقول: إنَّ اللهَ فوقَ العرشِ كما أخبرَ بذلك عن نفسِه، ومذهبُ الجَهميةِ اعتنقَهُ الأشاعرةُ والماتريديةُ والمعتزلة، كلٌّ نحا مَنْحى الجهميةِ فأخذَ من هذا المذهبِ بنصيبٍ فمُقِلٌّ ومُسْتَكثر، وشيوخُهم هم الجَهْمية، لكنَّ أتباعَهم تقَسَّموا هذا المذهبَ وكلٌّ أخذَ منه ناحية.