×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصل

****

ولهُ الحياةُ كمالُها فلأجْل ذا **** ما للْمماتِ عليه من سُلطانِ

وكذلك القيُّومُ مِن أوصافِه **** ما للمنامِ لديه من غَشَيانِ

****

 من أسماءِ اللهِ وصفاتِه: الحي القيوم كما في قولِه تعالى: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚفي آية الكرسي  [255] من سورةِ البقرة، وفي الآية [2] أول سورة آل عمران، ولهذا ورَدَ أنَّ اسمَ اللهِ الأعظمِ في هاتين الآيتين - الاسم الذي إذا دُعِيَ به أجاب.

الحيُّ: هو المُتَّصِفُ بالحياةِ الكاملةِ التي لا يَعتَريها نقْص، ولهذا قال: ﴿لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ السِّنة: النَّوم الخَفيف، والنوم: هو النومُ الكثيرُ المستغرِق، وفي الآيةِ الأخرى ﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ [الفرقان: 58] فنفَى عن نفسِه الموت؛ لأنَّ هذه الأمورَ تَتَنافى مع الحياةِ الكاملةِ فمن عرَضَتْ له هذه العوارضُ فإنَّ حياتَه ناقصةٌ، أمّا حياةُ اللهِ تعالى فإنَّها كاملةٌ لا يَعتَريها نقْصٌ بحالٍ من الأحوالِ فهو حيٌّ لا يموت، قَيُّوم لا يَنام.

القيومُ صفةُ مُبَالغة، من القيام، ومعناه: القائمُ بنفسِه والمُقيم لغيرِه فهو سبحانه قائمٌ بنفسِه لا يحتاجُ إلى شيء، وهو مُقيمٌ لغيرِه، فكلُّ شيءٍ فإنَّ اللهَ هو الذي يُقيمُه فهو مُحتاج، فلولا اللهُ جل وعلا لم يقُم هذا الشيءُ ولم يَتَحرَّك، فهذا معنى القيوم: القائمُ في نفسِه الذي لا يَحتاجُ إلى شيء، المُقيمُ لغيرِه الذي كلُّ شيءٍ محتاجٌ إليه سبحانه وتعالى، 


الشرح