فصلٌ: في إلزامِهم بالقَوْلِ بأنَّ كلامَ الخَلْقِ
حقُّهُ وباطِلُه عينُ كلامِ اللهِ سُبحانَه
****
أوليْسَ قد قامَ الدَّليلُ بأنَّ أفْـ **** ـعـالَ العِبادِ
خَليقَةُ الرَّحمنِ
****
هذا إلزامٌ آخرٌ
بأن يُقالَ: إذا قُلتم إنَّ كلامَه هو ما خلَقَه في المخلوقاتِ فنُسِبَ الكلامُ
إليه لأنَّه خَلَقَه فيها، فيقالُ: إذًا يلْزَمُ شرٌّ أشدُّ وهو أن يَكونَ كُلُّ
كلامِ المَخلوقاتِ هو كلامُ اللهِ، حتَّى نِباحُ الكِلابِ وكلامُ المجانينَ
والفُسَّاقِ كلُّهُ كلامُ اللهِ - تعالى اللهُ عنْ ذلكَ -، وقد الْتَزَموا بهذا،
ولهذا يقولُ شاعِرُهم:
وكلُّ كلامٍ في الوجودِ كلامُه ****
سواءٌ علينا نثْرهُ ونِظَامُه
أي: كلّ كلامِ المخلوقاتِ عيْنُ كلام الله لماذا؟ قال:
لأنَّ اللهَ خالقُه، فما دامَ هو الَّذي خَلق هذا الكلامَ فيها فكَلامُها هو كلامُ
اللهِ، هل أبْعَدْ مِن هذا الضَّلالِ شَيءٌ والعياذُ باللهِ، حتَّى السَّبُّ
والشَّتمُ والغِيبةُ والنَّميمةُ والكلامُ المُحرَّمُ كلُّه عندَهم كلامُ اللهِ،
انظر كيفَ يَنتَهي الإلْحادُ بالإنسانِ إذا أفْلَتَ من الكتابِ والسُّنةِ.
يعني أنَّ اللهَ خلقَ أفعالَ العبادِ كما قالَ تَعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96].
الصفحة 1 / 445