فصل
****
هَذَا وَسَادِسُ عَشْرِهَا إِجْمَاعُ أَهْـ **** ـلِ الْعِلْمِ
أَعْنِي حُجَّةَ الأَْزْمَانِ
مِنْ كُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ شَهِدَتْ لَهُ **** أَهْلُ الْحَدِيثِ
وعَسْكَرُ الْقُرْآنِ
لاَ عِبْرَةً بِمُخَالِفٍ لَهُمُ وَلَوْ **** كَانُوا عَدِيدَ
الشَّاءِ وَالْبَعْرَانِ
أَنَّ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى **** وَالْعَرْشِ
وَهْوَ مُبَايِنُ الأَْكْوَانِ
هُوَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ **** حَقًّا عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى الرَّحْمَنِ
****
الدَّليلُ السَّادسُ عشر على إِثْبات العُلُوِّ: إِجْماعُ أَهْلِ العلْم في كلِّ زمانٍ، وهُمْ أَهْلُ الحديث، وأَهْلُ السُّنَّة، مِن الصَّحابة والتَّابعين وأَتْبَاعِهم وكلُّ مَنْ سَارَ على نهْجهم كلُّهم مُجْمِعون على إِثْبات عُلُوِّ الله على عرْشه، والإِجْماعُ حُجَّةٌ قاطعةٌ، ولا عِبْرةَ بمَنْ خَالَفَهم مِنْ أَهْل الضَّلال، ولو كانوا عدد الشِّياه والإِبِل؛ لأَنَّها مخالفةٌ بالباطل فلا عِبْرَةَ بها، فالإِجْماع تامٌّ بدونهم، فالذين نَفَوا العُلُوَّ لا عِبْرَةَ بهم، ولا يُعتدُّ بخلافهم؛ لأَنَّهم ليسوا مِنْ أَهْل السُّنَّة والجماعةِ، وليسوا مِنْ أَهْل الحديث فلا عِبْرَةَ بمخالفتهم في مسائِلِ الاعتقاد، والخلاف الذي له وجْهٌ: هو الخلاف في المسائِلِ الفِقْهيَّةِ التي تُستَنْبَط مِن الأَدِلَّة،
الصفحة 1 / 445