فصل
****
وكذاكَ قالوا مَالَهُ مِن حِكْمةٍ **** هي غايةٌ للأمرِ
والإتقانِ
ما ثَمَّ غيرُ مَشيئَةٍ قد رَجَّحَتْ **** مَثَلاً على مثلٍ
بلا رُجحانِ
هذا وما تلك المشيئةُ وصفُهُ **** بل ذاتُه أو
فعلُه قولانِ
****
نفوا عن الله
أنه خلق الخلق لحكمة؛ لأنهم يقولون: إذا كان الله خلق الخلقَ لحكمة؛ فتكون الحكمةُ
مؤثرةً في الله عز وجل، هي التي أثرت فيه؛ حتى خلق الخلق، تعالى الله عما يقولون،
وهذا باطل؛ لأنَّ الله جل وعلا لو لم يخلق الخلْقَ لحِكمة لكان ذلك عبثًا، والله
منزَّه عن العبث، فلو لم يكن له حِكمة في خلقه لكان فعلهُ سبحانه وتعالى عبثًا،
والله منزهٌ عن العبث، والله وصف نفسهُ بالحكمة في آياتٍ كثيرة.
يقولون: خَلْقُهُ للأشياء ليس من
أجل الحكمة، وإنَّما هو من أجل المشيئةِ المجرَّدةِ فقط، والإرادة المجرَّدة فقط،
يخلقُ، ويفعل ما يشاءُ لمجرَّدِ المشيئة والإرادة لا لحِكْمَة تعالى الله عن ذلك،
ونحن نقولُ: نعم هو خلق الأشياء بالإرادة والمشيئة والحِكمة لكل هذه الأشياء.
أي: وينفون عنه المشيئة والإرادة، وإنما يُفسِّرون المشيئة بذات الرب تعالى، فمعنى خلقه بمشيئته يعني: بذاته؛ لأنهم لا يثبتون
الصفحة 1 / 445