وكلامُهُ مُذ كان غيرًا كان مَخْـ **** ـلوقًا له مِن
جُمْلَةِ الأكوانِ
قالوا وإقرارُ العبادِ بأنَّه **** خَلاّقُهم هو
مُنتَهَى الإِيمَانِ
والنَّاس في الإِيمَان شيءٌ واحدٌ **** كالمُشطِ عند
تَماثلِ الأسنانِ
****
لله صفة، لا
مشيئة ولا إرادة، لا يثبتون لله اسمًا ولا صفة، بل يقولون: الله ذاتٌ مجردة ليس
لها أسماء ولا صفات.
يعني من أقرَّ، واعترف عندهم بأن الله هو الخالق الرازق
المحيي المميت، فهو الموحِّد، ولو لم يعبدْه، ولو أشركَ، ولو فعل ما فعل، ما دام
أنه يُقرّ بأن الله هو الخالق الرازق، فهذا هو التوحيد عندهم، فليس عندهم توحيدُ ألوهيَّة،
ولا توحيد أسماء وصفات، فيجحدون هذين النوعين، ولا يُقرّون إلا بتوحيد الربوبية.
ولذلك فإن بعض العناصر من الجهميّة الموجودين الآن
يُحيون هذا المذهب ويقولون: تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام تقسيمٌ باطل؛ لأن توحيد
الربوبية هو التوحيد الكافي، فأبو لهب وأبو جهل على هذا يدخلون الجنَّة؛ لأنهم
مقرُّون بتوحيد الربوبية؛ بل إن إبليس يقرُّ بالربوبية: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ [الحجر: 39] أقرَّ لله بالربوبية وبأنه أغواه سبحانه
وتعالى.
من مقالات الجهمية الشنيعة قولهم في حقيقة الإِيمَان:
إنه مجرد المعرفة في القلب بالله عز وجل، وهو أن يعرف أن الله ربُّه وخالقُهُ،