×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فاسألْ أبَا جَهْلٍ وشيعتَه ومَن **** والاهُم مِن عابدِي الأوْثانِ

وسَلِ اليهودَ وكلَّ أقلفَ مشركٍ **** عبدَ المسيحَ مُقَبِّلَ الصُّلْبانِ

****

 فهذا هو الإِيمَان عندهم، ولو لم يعتقد بالقلب، ولو لم ينطق بلسانه، ولو لم يعمل بجوارحه، هذا قول الجهمية في الإِيمَان، وهو أقبح أقوال المُرجِئَة؛ لأنّ الجهمية هم أشدُّ فِرق المُرجئة ضلالاً. والإرجاء معناه: تأخيرُ الأعمال عن حقيقة الإِيمَان، وأقبح الإرجاء هو إرجاء الجهميّة.

الثاني: والأشاعرة تَلِيهم؛ لأنهم قالوا: الإِيمَان هو التصديق بالقلب ومجرد المعرفة لا يكفي، لا بُدّ من الاعتقاد والتصديق بالقلب. هذا قول الأشاعرة، وهو نوع من الإرجاء القبيح يأتي بعد قول الجهميّة.

الثالث: قول الكرّامية: أن الإِيمَان هو النطق باللسان، ولو لم يعتقد بالقلب، وإن كان لا يُنجي من العذاب، لكن إذا شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله صار مؤمنًا، وهذا أيضًا قولٌ قبيح.

النوع الرابع من الإرجاء: إرجاء الفقهاء «الحنفيّة» يقولون: إنّ الإِيمَان قولٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب أمّا العمل فلا يدخل عندهم في حقيقة الإِيمَان، وهذا أخف أنواع الإرجاء لكنه قول غير صحيح.

هذا ردٌّ عليهم.

وقوله: «وكلَّ أقلفَ»: يعني النصراني، سمَّاه أقلف؛ لأنهم لا يختتنون يقول: اسألهم هل ينكرون الرّب.


الشرح