فَصْلٌ: في الإشارةِ إلى الطُّرُقِ النَّقْلِيَّةِ
الدَّالَّةِ
عَلَى أَنَّ اللهَ تَعالَى فَوْقَ سَماوَاتِهِ
عَلَى عَرْشِهِ
****
وَلَقَدْ أَتَانَا عَشْرُ أَنْوَاعٍ مِنَ الْـ **** ـمَنْقُولِ فِي
فَوْقِيَّةِ الرَّحْمَنِ
مَعَ مِثْلِهَا أَيْضًا تَزِيدُ بِوَاحِدٍ **** هَا نَحْنُ
نَسْرِدُهَا بِلا كِتْمَانِ
****
لما انتهى من
الأدلَّةِ العقليَّةِ الدالةِ على عُلُوِّ الله على خلقهِ والرَّدِّ على
المُعطِّلَة نُفاة العلُوِّ، انتقل إلى الأدلَّةِ السَّمعِيَّة، والمراد بالسمعيَّة:
أدِلَّة الوحي من الكتاب والسُّنَّةِ، وأدلَّة الوحي كافية بلا شكٍّ، ولكن أوردَ
الأدلةَ العقليَّةَ مِن باب الردِّ عليهم بمَذَبِّهِم وسلاحِهم، لمّا كانوا لا
يستدلُّونَ بالأدلة النقليَّةِ، أراد أن يَسُدَّ عليهم الطريقَ، وأن يُناقِشَهم
بمثلِ سلاحِهم؛ فأوردَ الدَّلِيلين السابقينِ.
في القرآن عَشَرَةُ أدلةٍ على إثبات العلُوِّ -
وسيَسُوقُها - وكُلُّها تدُلُّ على فوقيَّةِ الرَّحمنِ على مخلوقاتهِ.
يعني عشرة مع عشرة المجموع: عِشرون دليلاً تزيدُ بواحدٍ؛ فتكون واحدًا وعشرين دليلاً، سَيُبَيِّنُها.
الصفحة 1 / 445