مِنْهَا اسْتِوَاءُ الرَّبِّ فَوْقَ الْعَرْشِ فِي**** سَبْعٍ أَتَتْ
فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ
وَكَذَلِكَ اطَّرَدَتْ بِلاَ لاَمٍ وَلَوْ **** كانَتْ بِمَعْنَى
اللامِ فِي الأَذْهَانِ
لَأَتَتْ بِهَا فِي مَوْضِع كَيْ يُحْمَلَ الْـ **** ـبَاقِي
عَلَيْهَا بِالبَيَانِ الثَّانِي
****
الدليل الأول:
«أنّ الله سبحانه وتعالى أخبرَ أنَّهُ استوى على العرش في سبعةِ مواضعَ مِن كتابه
يقول فيها: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف:
54] والعرشُ، هو أعلى المخلوقات ليس فوقه مخلوقات، والله جل وعلا فوق العرشِ، فهذا
فيه إثباتُ العلوِّ للهِ عز وجل فوق مخلوقاتهِ».
يقول: كُلُّ آياتِ الاستواء جاءت بلفظ:
اسْتَوَى عَلَى ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾، [الأعراف: 54] بلا لام «استولى»؛ إذْ لَو حُذِفَت لام «استولى» أصبحَتْ «استوى»، وليس في واحدةٍ منها «استولى» على العرشِ باللام حتَّى تكون هذه الآية مفسِّرةً، فلمَّا اطَّرَدت كلُّها بلا لام «استولى» دلَّ على أنَّ الاستواءَ غيرُ الاستيلاء، وإنما هو: الارتفاعُ والعلُوُّ كما فسَّرها بذلك السَّلَفُ، فتفسيرُ الاستواء بالاستيلاء باطلٌ؛ لأنّه لم يأتِ به دليلٌ، وإنّما زادَ المُعطِّلَةُ هذه اللام كما زادَ اليهودُ النون في «حِطَّة» فقالوا: «حِنْطَة» فهذه زيادة تُشبه زيادة اليهود لما قيل لهم: قولوا: «حِطَّةٌ» يعني حُطَّ عنَّا ذُنوبَنا، قالوا: «حِنْطَة» وهي الطَّعام المعروف، فغيَّروا اللفظَ، وقالوا: «حِنْطة»؛ لأنَّ الَّذي يُهِمُّهم الأكلُ فقط، ولا يُهِمُّهم الاستغفارُ وطلبُ المغفرةِ،