فصلٌ: في التَّفريقِ بين ما يُضافُ إلى الرَّبِّ
سُبحانهُ وتَعَالى من الأوصافِ والأعْيانِ
****
واللهُ أخبَرَ في الكتابِ بأنَّه **** منْه ومَجرورٌ بـ
مِن نَوْعانِ
عيْنٌ ووَصْفٌ قائِمٌ بالعَيْنِ فالـ **** أَعْيانُ خَلقُ
الخالِقِ الرَّحمنِ
والوَصفُ بالمجرورِ قامَ لأنَّه **** أولى به في
عُرْفِ كلِّ لِسانِ
ونظيرُ ذا أيْضًا سَواءٌ ما يُضا **** فُ إليهِ من صفةٍ
ومِنْ أعْيانِ
فإضافة الأوصاف ثابتة لمن **** قامت به كإرادة
الرَّحْمنِ
****
ما يُضافُ إلى
اللهِ قِسْمانِ:
1- إضافَةُ أوصافٍ. 2- إضافَةُ أعيانٍ، فالأوْصافُ لا
تقُومُ بنفْسِها، وإنَّما تَقومُ بالمَوصوفِ كالسَّمْعِ والبصرِ والعِلْمِ
والإرادةِ والكلامِ، هذهِ أشياءٌ لا تقومُ إلا بالمُوصوفِ لأنَّها معانٍ، والمعاني
لا تقومُ بنَفْسِها فإضافَتُها إلى اللهِ إضافَةُ صفةٍ إلى المَوْصوفِ، والأعْيانُ
قائِمةٌ بنفْسِها مثْلُ: ناقَةِ اللهِ، بيتِ اللهِ، عبدِ اللهِ فإضافَتُها إلى
اللهِ إضافَةُ المخلوقِ إلى خَالِقِه.
الإرادة والعلم والقُدرة والسمع والبصر، هذه كلّها معانٍ
وأوصافٌ لا تقوم بنفسها، إنّما تقوم بالموصوف كالألوان: الحمرة والصفرة والبياض
والسواد هذه لا تقوم بنفسها وإنما تقوم بالموصوف.
الصفحة 1 / 445