×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فصل

****

وقضى بأَن اللهَ ليس بفاعلٍ **** فعلاً يقومُ بلا بُرهانِ

بل فعلُه المفعولُ خارجُ ذاتِه **** كالوصفِ غيرِ الذاتِ في الحُسبانِ

****

 ما زال الشيخ رحمه الله يذكر أقوال الجَهْم بن صَفْوان، وقد ذكر قوله في البعث وأبطله، وانتقل إلى قوله في أفعال الله، فإن الجَهْم بن صَفْوان ينفي أفعال الله سبحانه وتعالى، ولا يرى أن لله أفعالاً تصدر عنه سبحانه وتعالى، وإنما أفعاله مخلوقة خلقها في غيره، وقصدُه من هذا التضليل التمويهُ على النَّاس بأنه يُنزِّه الله؛ لأنه يقول: إن الأفعال حوادث، والله جل وعلا منزَّهٌ عن قيام الحوادث به؛ لأن ما تقوم به الحوادث فهو حادث كما يقول، وهذا كلامٌ باطل فالله جل وعلا مُتَّصِفٌ بأنه يفعل ما يشاءُ، وأنّهُ يخلق، ويرزق، ويُحيي، ويُميت، ويُدبِّرُ الأمر، وأفعاله تليقُ به سبحانه وتعالى، ليست مثل أفعال المخلوقين، فالله له أفعال خاصة به، والمخلوق له أفعال خاصةٌ به، كسائر صفاته، وقوله: «بلا بُرهان» يعني أنه ينفي الأفعال عن الله نفيًا بلا برهان، هذا ردٌّ عليه بل البرهان يدلُّ على العكس، أي على ثبوت أفعال الله جل وعلا، وأنها تصدر عنه سبحانه وتعالى حقيقة، فهو يفعل ما يشاء.

يرى أن فعل الله خارجٌ عن ذاته، وأنه خلقٌ من خلقه كسائر مخلوقاته.


الشرح