فصلٌ
****
وأتى ابنُ حزمٍ بعدَ ذلك فقال ما **** للنَّاسِ قرآنٌ
ولا اثنانِ
بلْ أربعٌ كلٌّ يُسمَّى بالقُرا **** نِ وذاك قَوْلٌ
بيِّنُ البُطلانِ
هذا الَّذي يُتْلَى وآخرُ ثابتٌ **** في الرَّسْمِ
يُدْعَى المُصحفَ العثماني
والثالثُ المَحفوظُ بينَ صُدورِنا **** هذي الثَّلاثةُ
خليقةُ الرَّحمنِ
والرَّابعُ المَعنى القديمُ كعلمِهِ **** كلٌّ يُعبَّرُ
عنْه بالقرآنِ
****
لما ذكر الشيخُ رحمه الله أقْوالَ النَّاسِ في القُرآنِ خُصوصًا، وفي كلامِ اللهِ عُمومًا أرادَ أن يَستوفِيَ كلَّ ما قيلَ في هذهِ المسألةِ مِن حقٍّ وباطلٍ وخطأٍ وصوابٍ؛ ليكونَ طَالبُ العِلمِ على معرفَةٍ بهذهِ الأمورِ؛ لأنَّ مَن لا يَعرِفُ الشَّرَّ يُوشِكُ أن يَقَعَ فيه، فكما أنَّ الإنسانَ يَجِبُ عليه أن يَعرفَ الحقَّ بِتَفاصيلِه وأدلَّتِه، فكذلك يجِبُ عليه أن يعرِفَ ما يُناقِضُه من باطلٍ منْ أجْلِ أن يَحْذَرَهُ ويُحَذِّرَ منه، لا سيّما إذا كان هذا الخطأُ منسوبًا إلى مَن هو من أئمَّةِ العِلْمِ، وقال قوْلاً مُخالِفًا للصَّوابِ، فإنَّ خَطَرَ هذا أشدُّ، ولذلك ذكَرَ قولَ ابنِ حزْمٍ وخطَّأهُ معَ أنَّ ابنَ حزمٍ رحمه الله إمامٌ جليلٌ لكنَّه أخطأَ في مسائِلَ ومنها هذه المسألةُ، وابنُ حزمٍ هو:
الصفحة 1 / 445