فَصْلٌ: في قُدومِ ركْبٍ آخر
****
وأَتَى فريقٌ ثم قارَبَ وصفُه **** هذا وزاد عليه في
الميزانِ
قال اسْمَعوا يا قومِ لا تُلْهيكُم **** هَذِي الأماني
هُنَّ شَر أَماني
أتعِبَتْ راحلتي وكلَّتْ مهجتي **** وبذلتُ مجهودي
وقد أعياني
****
هذا الرَّكبُ
جاء وقال: أنا طوَّفت في الآفَاقِ أبحثُ عن الرَّبِّ سبحانه وتعالى ولم أجد
أقوالَكم هذه صحيحة، لا قولَ الجَهْمية ولا قولَ الحلولية، كلُّها ليس لها أصل، بل
هي باطلة، ما وجدْتُ أقربَ إلى الحقِّ إلا قولَ أهلِ السنة، فلما قال هذه المقالة
أنكروا عليه وصاحوا به وقالوا له: لا تعتقدْ هذا، هذا كفرٌ وضَلال، فعند ذلك قال:
أنا على دينِ الفلاسفةِ وأتحلَّلُ من الأديان، إذا أنتم لم تقبلوا مذهبَ أهلِ
السُّنةِ والجماعةِ وأقوالكم كلُّها باطلة، فأنا أتَحَلَّلُ من الأديانِ كلِّها
وأصيرُ بلا دِين، أحسن لي من أنِّي أعتقدُ اعتقادَكم، الذي ليس فيه إلا التناقُض
والهَذَيان.
يقصد بذلك: أنه تصوَّر المقالاتِ كلَّها والمذاهبَ كلَّها ولم يجد فيها حقًّا إلا قولَ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ الذي يعتمدُ على الكتابِ والسُّنة.
الصفحة 1 / 445