واسْألْ ثَمُودَ وَعَادَ بَلْ سَلْ قَبْلَهُمْ **** أعْدَاء نُوحٍ
أمَّةَ الطُّوفَانِ
واسألْ أبا الجنِّ اللعينِ أتعرف الـ **** خَلاّقَ أمْ
أصبحتَ ذا نُكرانِ
واسأل شرارَ الخلقِ أغلَى أُمةٍ **** لوطيةٍ هم ناكِحوا
الذُّكرانِ
واسأل كذاك أمامَ كلِّ مُعطِّلٍ **** فرعونَ مع قارونَ
مع هامانِ
****
يعني: اسأل إبليسَ: هل كان يُنكِرُ
الرَّبَّ في قلبِه أم كان يعرِفه، وعلى هذا يلزم أنَّ هؤلاءِ مؤمنون عند الجَهْم
بن صفوان وشيعته.
قوم لوط يعني: أقْبَح
الخلق جريمة، وهي إتيان الذُّكْران من العالمين، لا ينكرون الرَّبَّ في قلوبهم بل
يعرفونه، فعلى هذا لا يكفر أحد من النَّاس عند الجهميَّة.
قال فرعون: ﴿مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي﴾ [القصص: 38]، وقال: ﴿فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ﴾ [غافر: 37] نفى وجود الرَّبِّ سبحانه وتعالى في الظاهر وإلا في الباطن فهو يعرِفُ: أنَّ الله هو الرَّبُّ؛ ولهذا قال له موسى عليه السلام: ﴿قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الإسراء: 102] علمت: يعني في قلبك.