×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

واسْألْ ثَمُودَ وَعَادَ بَلْ سَلْ قَبْلَهُمْ **** أعْدَاء نُوحٍ أمَّةَ الطُّوفَانِ

واسألْ أبا الجنِّ اللعينِ أتعرف الـ **** خَلاّقَ أمْ أصبحتَ ذا نُكرانِ

واسأل شرارَ الخلقِ أغلَى أُمةٍ **** لوطيةٍ هم ناكِحوا الذُّكرانِ

واسأل كذاك أمامَ كلِّ مُعطِّلٍ **** فرعونَ مع قارونَ مع هامانِ

****

يعني: اسأل إبليسَ: هل كان يُنكِرُ الرَّبَّ في قلبِه أم كان يعرِفه، وعلى هذا يلزم أنَّ هؤلاءِ مؤمنون عند الجَهْم بن صفوان وشيعته.

قوم لوط يعني: أقْبَح الخلق جريمة، وهي إتيان الذُّكْران من العالمين، لا ينكرون الرَّبَّ في قلوبهم بل يعرفونه، فعلى هذا لا يكفر أحد من النَّاس عند الجهميَّة.

قال فرعون: ﴿مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي [القصص: 38]، وقال: ﴿فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ [غافر: 37] نفى وجود الرَّبِّ سبحانه وتعالى في الظاهر وإلا في الباطن فهو يعرِفُ: أنَّ الله هو الرَّبُّ؛ ولهذا قال له موسى عليه السلام: ﴿قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [الإسراء: 102] علمت: يعني في قلبك.


الشرح