×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

ولقد وجدتُ لفاضلٍ منهم مقا **** مًا قامَه في الناسِ منذُ زمانِ

قال اسْمعوا يا قومِ إن نبيَّكم **** قد قال قولاً واضحَ البُرهانِ

لا تَحْكُموا بالفضلِ لي أصلاً على **** ذي النونِ يونس ذلك الغضبانِ

هذا يرُدُّ على المُجسِّم قوله **** اللهُ فوقَ العرشِ والأكوانِ

ويدُلُّ أنَّ إلهَنا سبحانه **** وبحمدِه يُلفَى بكُلِّ مكانِ

****

 هذا واحدٌ من زعمائِهم، يُقال: إنه أبو المعالي الجُويني، استَدَلَّ لمذهبِه الذي يسيرُ على مذهبِ الجهميةِ بدليلٍ مُضحِك وهو أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تُفْضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بن متَّى» ([1]) وهذا يدُلُّ على نَفْي الاستواءِ وعلى نفي العُلُوِّ قالوا له: كيفَ ذلك؟

قال: لأنَّ يونسَ بن متَّى كان في عُمقِ بطنِ الحوتِ في البحار، والنبي صلى الله عليه وسلم عُرِجَ به إلى السماء، وصار فوقَ السماءِ السابعةِ ومع ذلك لا تفاضُلَ بين محمدٍ الذي فوقَ السماءِ السابعةِ ليلةَ المِعراجِ ولا بين يونُسَ الذي كان في عُمقِ البِحار، كُلُّهم بالقُربِ إلى اللهِ سواء، فدلَّ على أنَّ اللهَ في كلِّ مكانٍ ما دام أن يونسَ«الغضبان» الذي ذهبَ مُغاضِبًا كما ذكَر اللهُ عنه، فالتقمَه الحوت، وأصبحَ في قَعْرِ البحر، قريب من اللهِ مثل محمد صلى الله عليه وسلم وهو فوقَ السبعِ الطباق.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3416)، ومسلم رقم (2376).