×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

فَإِلَيْهِ تَعْرُجُ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً **** وَالصُّبْحُ يَجْمَعُهُمْ عَلَى القُرْآنِ

كَيْ يَشْهَدُونَ وَيَعْرُجُونَ إِلَيْهِ بِالْـ  **** أَعْمَـالِ سُبْحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ

وَكَذَاكَ سَعْيُ اللَّيْلِ يَرْفَعُهُ إلِىَ الـرْ **** رَحْمَنِ مِنْ قَبْلِ النَّهَارِ الثَّانِي

****

 وملائكة بالنهار يأتون في الفجر، ويبْقَوْنَ إلى العصر، يُحصُونَ أعمالَ بني آدم خيرِها وشرِّها، ويصعدون بها إلى الله سبحانه وتعالى ([1]).

بُكْرةً: يعني في الفجر، وعشيَّةً: يعني في العصرِ؛ ولهذا قال الله جل وعلا في صلاة الفجر: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78] يعني تحضُرُه ملائكة الليل وملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر كذلك؛ ولذلك صارتْ صلاةُ العصر الصلاة الوسطى، والله جل وعلا يقول: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ [البقرة: 238] وهي صلاةُ العصر؛ لِفضلِها ولشهودِ الملائكة لها، وصلاة الفجر سُمِّيَتْ قرآنًا؛ لأنها تُطَوَّل فيها القراءةُ، وقوله: «مَشهودًا» يعني تحضُره الملائكةُ.

ومن أدلَّةِ عُلُوِّ الله أنه «يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ» كما في الحديث ([2])، والرفعُ يكون إلى الأعلى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632)، من حديث أبي هريرة، وأوله: «يتَعاقَبُونَ فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر...» الحديث.

([2])  أخرجه: مسلم رقم (293).