فَإِلَيْهِ تَعْرُجُ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً **** وَالصُّبْحُ
يَجْمَعُهُمْ عَلَى القُرْآنِ
كَيْ يَشْهَدُونَ وَيَعْرُجُونَ إِلَيْهِ بِالْـ **** أَعْمَـالِ
سُبْحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
وَكَذَاكَ سَعْيُ اللَّيْلِ يَرْفَعُهُ إلِىَ
الـرْ **** رَحْمَنِ مِنْ قَبْلِ النَّهَارِ الثَّانِي
****
وملائكة بالنهار
يأتون في الفجر، ويبْقَوْنَ إلى العصر، يُحصُونَ أعمالَ بني آدم خيرِها وشرِّها،
ويصعدون بها إلى الله سبحانه وتعالى ([1]).
بُكْرةً: يعني في الفجر، وعشيَّةً: يعني في
العصرِ؛ ولهذا قال الله جل وعلا في صلاة الفجر: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ
مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78] يعني تحضُرُه
ملائكة الليل وملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر كذلك؛ ولذلك صارتْ صلاةُ
العصر الصلاة الوسطى، والله جل وعلا يقول: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238] وهي صلاةُ العصر؛ لِفضلِها ولشهودِ
الملائكة لها، وصلاة الفجر سُمِّيَتْ قرآنًا؛ لأنها تُطَوَّل فيها القراءةُ،
وقوله: «مَشهودًا» يعني تحضُره الملائكةُ.
ومن أدلَّةِ عُلُوِّ الله أنه «يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ» كما في الحديث ([2])، والرفعُ يكون إلى الأعلى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632)، من حديث أبي هريرة، وأوله: «يتَعاقَبُونَ فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر...» الحديث.