وَكَذَاكَ سَعْيُ الْيَوْمِ يَرْفَعُهُ لَهُ**** مِنْ قَبْلِ
لَيْلٍ حَافِظُ الإِنْسَانِ
وَكَذَلِكَ مِعْرَاجُ الرَّسُولِ إِلَيْهِ حَقْ**** قٌ ثَابِتٌ مَا
فِيهِ مِنْ نُكْرَانِ
بَلْ جَاوَزَ السَّبْعَ الطِّبَاقَ وَقَدْ دَنَا **** مِنْهُ إِلَى
أَنْ قُدِّرَتْ قَوْسَانِ
****
ومن أدلَّةِ علُوِّ اللهِ أنه قد ثبتَ في القرآنِ وفي
الأحاديث الصحاح ([1])
عروجُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم من بيتِ المقدس إلى الرَّبِّ سبحانَه وتعالى،
وهذا في سورة النجم قال تعالى: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ٥ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ
٦وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ
أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩﴾ [النجم:
5- 9] فدلَّ هذا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم صَعِدَ إلى الأفق الأعلى،
والأحاديث الصحيحة تثبت عُروجَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمّا الإسراءُ، وهو
ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، قال
تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ
ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡأَقۡصَا﴾ [الإسراء: 1]، فالإسراء
بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذِّهاب به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى، وأمّا المعراج فهو الصعود به من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلا في
ليلة واحدة.
قال تعالى: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ﴾ [النجم: 9]، يعني فهو قد قَرُبَ من الله.
([1]) انظر: «تفسير ابن كثير» (5/ 5 - 45).