×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

بَلْ عَادَ مِنْ مُوسَى إِلَيْهِ صَاعِدًا **** خَمْسًا عِدَادَ الفَرْضِ فِي الحُسْبَانِ

وَكَذَاكَ رَفْعُ الرُّوحِ عِيسَى المُرْتَضَى **** حَقًّا إِلَيْهِ جَاءَ فِي القُرْآنِ

وَكَذَاكَ تَصْعَدُ رُوحُ كُلِّ مُصَدِّقٍ **** لَمَّا تَفُوزُ بِفُرْقَةِ الأَبْدَانِ

****

كان صلى الله عليه وسلم ينزلُ من عند الله إلى موسى، ثم يسألُه موسى: ما فرضَ اللهُ على أمتك؟ فيقول: خمسون صلاةً في اليوم والليلة؛ فيأمره موسى أنْ يسألَ رَبَّهُ التَّخْفِيفَ عَن أُمَّتِهِ فَمَا يَزالُ يتَرَدَّدُ بيْنَ موسى وربِّه يصعد، وينزل حتَّى خفَّف الله عنه الخمسين إلى خمس صلوات ([1]) فهذا يدُلُّ على عُلُوِّ الله على خلقِه.

مِن أدِلَّة العُلُوِّ أن الله جل وعلا صرّح بالرفعِ إليه، والرفعُ إنّما يكونُ إلى أعلى قال تعالى: ﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران: 55] فالرفع يقتضي أنّه رُفع من الأرض إلى الله في السماء، فدلَّ هذا على عُلُوِّ الله؛ لأنَّ الرفعَ لا يكونُ إلاّ إلى أعلى.

كذلك من أدلَّةِ العلُوِّ أنّ أرواح المؤمنين عندما تُقبَض بالموت تُرفَع إلى السماء، وتُفتح لها أبوابُ السماءِ ثُمَّ يأمرُ الله بها فتُعادُ إلى الأرضِ بعدَ إكرامِها، وأمّا أرواح الكفار فإنّها تصعدُ، ولكن تُغلق دونَها أبوابُ السَّماءِ، وتُطرح إلى الأرضِ ([2])، كما قال تعالى:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3207)، ومسلم رقم (162) وفيه قصة فرض الصلاة.

([2])  أخرجه: أحمد رقم (18534)، والحاكم رقم (107)، والبيهقي في «الشعب» رقم (390).