وَأَبُو الْوَلِيدِ الْمَالِكِيْ أَيْضًا حَكَى **** إِجْمَاعَهُمْ أَعْنِي
ابْنَ رُشْدِ الثَّانِي
وَكَذا أَبُو الْعَبَّاسِ أَيْضًا قَدْ حَكَى **** إِجْمَاعَهَمْ
عَلَمُ الْهُدَى الْحَرَّانِي
وَلَهُ اطِّلاَعٌ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ **** لِسِوَاهُ مِنْ
مُتَكَلِّمٍ بِلِسَانِ
هَذَا وَنَقْطَعُ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّهُ **** إِجْمَاعَهُمْ
قَطْعًا عَلَى الْبُرْهَانِ
****
وحكى إِجْماعَهم
أَيْضًا: أَبُو الْوَلِيدِ بنُ رُشْدٍ صاحبُ «بداية المجتهد» المُتوفَّى سنة 595
هـ، ويُلقَّب بالحَفِيد فرْقًا بينَه وبيْن جَدِّه أَبِي الْوَلِيدِ مُحَمَّدِ
بْنِ أَحْمَدَ بنِ رُشْدٍ المُتوفَّى سنة 520 هـ، صاحبُ «البيان والتَّحْصيل» في
مذهب المالكيَّة.
وممَّنْ حكى هذا الإِْجْماعَ شيْخُ الإِسْلام ابْنُ
تَيْمِيَّةَ رحمه الله، وله اطِّلاعٌ على مذاهب النَّاس لم يكُنْ لمثْلِه مِن
العلماء، حيث أَعْطاهُ اللهُ سبحانه وتعالى سَعَةَ الاطِّلاع وسَعَةَ الفَهْم حتَّى
إِنَّه كان يعْرِف مِن المذاهب ما لا يعْرِفُه أَتْباعُها، وكان يُناظرهم ويأْتي
مِن مذاهبهم بأَشْياءَ لَمْ يكونوا يعْرِفونها هُمْ؛ وذلك لسَعَة اطِّلاعه.
يعني مع حكاية هَؤُلاَءِ الأَْئِمَّة إِجْماعَ الرُّسُل على عُلُوِّ الله تَعَالَى فنحنُ نقطعُ بذلك ونعتقدُه وندينُ اللهَ به لتواتر الأَدلَّة به.