×
التعليق المختصر على العقيدة النونية الجزء الأول

وَمِنَ الْمَصَائِبِ قَوْلُهُمْ إِنَّ اعْتِقَا  **** دَ الْفَوْقِ مِنْ فِرْعَوْنَ ذِي الْكُفْرَانِ

فَإِذَا اعْتَقَدْتُمْ ذَا فَأَشْيَاعٌ لَهُ**** أَنْتُمْ وَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْبُهْتَانِ

فَاسْمَعْ إِذًا مَنْ ذَا الَّذِي أَوْلَى بِفِرْ **** عَوْنَ الْمُعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحْمَنِ

وَانْظُرْ إِلَى مَا جَاءَ فِي الْقِصَصِ الَّتِي **** تَحْكِي مَقَالَ إِمَامِهِمْ بِبَيَانِ

وَاللهُ قَدْ جَعَلَ الضَّلاَلَةَ قُدْوَةً **** بِأَئِمَّةٍ تَدْعُو إِلَى النِّيْرَانِ

****

 المُعطِّلةُ قلَّبوا هذا الدَّليلَ وقالوا: هذا يدلُّ على أَنَّ اعتقادَ عُلُوِّ الله فوق مخلوقاته هو مذهبُ فِرْعَوْنَ، فأَنْتُمْ إِمامُكم فِرْعَوْنُ المُعطِّل، يقولون هذا لأَهْلِ السُّنَّة وكذبوا في ذلك؛ لأَنَّ ذلك خلافُ مدلولِ الآية؛ لأَنَّ مدلولَها: أَنَّ مُوسَى هو الذي أَخْبَرَ بذلك فكذَّبَه فِرْعَوْنُ، وأَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ تكذيبَه أَمَامَ النَّاس بزَعْمِه فيكون إِمَامُهم هو فِرْعَونُ على الحقيقة، وإِمَامُنا مُوسَى عليه السلام كغيره مِن النَّبِيِّيْنَ.

اللهُ جل وعلا أَخْبَرَ أَنَّ فِرْعَوْنَ، ومَلَأَهُ أَئِمَّةٌ يدْعُون إِلَى النَّار، ففي آخِر هذه القِصَّةِ لمَّا قال ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ [القصص: 38] الآيات إِلَى قوله: ﴿وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ [القصص: 41] فصَارَ فِرْعَوْنُ إِمَامًا للجَهْميَّة يدعوهم


الشرح