فَإِمَامُ كُلِّ مُعَطِّلٍ فِي نَفْسِهِ **** فِرْعَوْنُ مَعْ
نَمرُوْدَ مَعْ هَامَانِ
طَلَبَ الصُّعُودَ إِلَى السَّمَاءِ مُكَذِّبًا **** مُوسَى وَرَامَ
الصَّرْحَ بِالبُنْيَانِ
بَلْ قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ فِي زَعْمِه**** فَوْقَ
السَّمَاءِ الرَّبُّ ذُو السُّلْطَانِ
فَابْنُوا لِيَ الصَّرْحَ الرَّفِيْعَ لَعَلَّنِي **** أَرْقَى إِلَيْهِ
بِحِيْلَةِ الإِْنْسَانِ
وَأَظُنُّ مُوسَى كَاذِبًا فِي قَوْلِهِ **** اللهُ فَوْقَ
الْعَرْشِ ذُو سُلْطَانِ
وَكَذَاكَ كَذَّبَهُ بِأَنَّ إِلَهَهُ **** نَادَاهُ
بِالتَّكْلِيْمِ دُوْنَ عِيَانِ
****
إِلَى النَّار؛
لأَنَّهم اتَّبَعُوه في إِنْكار العُلُوِّ، وإِنْكارُ العُلُوِّ يلزم منه إِنْكارُ
الرَّبِّ سبحانه وتعالى، فهُمْ أَشْبَهُ بفِرْعَوْنَ، وهُمْ جنْد فِرْعَوْنَ
وشِيْعتُه، أَمَّا المسلمون فإِمَامُهم مُوسَى عليه السلام الذي دَعَاهُمْ إِلَى
الجَنَّةِ هُوَ وغيرُه مِنَ الأَْنْبِيَاءِ.
فِرْعَوْنُ هو الذي أَنْكَرَ أَنَّ اللهَ فوق السَّماوات وأَنَّهُ كلَّم مُوسَى عليه السلام، وكذلك الجَهْميَّةُ أَنْكَرُوا كلامَ اللهِ وأَنْكَرُوا عُلُوَّ اللهِ، فهُمْ على مذهب فِرْعَونَ في هاتيْنِ الخصلتَيْنِ القبيحتَيْنِ: إِنْكارِ عُلُوِّ الله على عرشه، وإِنْكارِ تكليمِ الله لمُوْسَى عليه السلام.