هُوَ أَنْكَرَ التَّكْلِيْمَ وَالْفَوْقِيَّةَ
الْـ **** ـعُلْيَا كَقَوْلِ الْجَهْمِ ذِي صَفْوَانِ
فَمَنِ الَّذِي أَوْلَى بِفِرْعَوْنَ إِذًا **** مِنَّا
وَمِنْكُمْ بَعْدَ ذَا التِّبْيَانِ
يَا قَوْمَنَا وَاللهِ إِنَّ لِقَوْلِنَا **** أَلْفًا تَدُلُّ
عَلَيْهِ بَلْ أَلْفَانِ
عَقْلاً وَنَقْلاً مَعْ صَرِيْحِ الْفِطْرَةِ الْـ **** أُوْلَى وَذَوْقِ
حَلاَوَةِ الْقُرْآنِ
كُلٌّ يَدُلُّ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ **** فَوْقَ
السَّمَاءِ مُبَايِنُ الأَْكْوَانِ
****
مَن الذي هو
أَوْلَى بفِرْعَوْنَ، نَحْنُ أَوْ أَنْتُمْ بعد هذا البيان.
إِنَّ لِقولنا في إِثْبات عُلُوِّ الله سبحانه وتعالى
أَلْفَ دليلٍ بل أَكْثر، مِن الوحْي ومِن العقْل ومِن الفِطْرة أَدِلَّةٌ كثيرةٌ
تدلُّ على عُلُوِّ الله على عرشه.
فالدَّليلُ العقليُّ والدَّليلُ النَّقليُّ ودليلُ
الْفِطْرةِ كلُّها تدلُّ على عُلُوِّ الله على عرشه، هذا مُجْمَلُها وتفاصيلُها
تبلغ أَلْفَ دليلٍ.
ومُبايِن الأَكْوان: يعني أَنَّ اللهَ ليس في ذاته شيءٌ من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شيءٌ مَن ذاته تَعَالَى اللهُ عن ذلك، هذا معنى المُبايَنة، وهذا نفْيٌ للحُلول ونفْيٌ للاتِّحاد.