أَتَرَوْنَ أَنَّا تَارِكُوا ذَا كُلِّهِ **** لِجَعَاجِعِ
التَّعْطِيلِ وَالْبُهْتَانِ
يَا قَوْمِ مَا أَنْتُمْ عَلَى شَيْءٍ إِلَى **** أَنْ تَرْجِعُوا
لِلْوَحْيِ بِالإِْذْعَانِ
وَتُحَكِّمُوهُ فِي الْجَلِيْلِ وَدَقِّهِ **** تَحْكِيْمَ
تَسْلِيْمٍ مَعَ الرِّضْوَانِ
قَدْ أَقْسَمَ اللهُ الْعَظِيْمُ بِنَفْسِهِ **** قَسَمًا يُبِيْنُ
حَقِيْقَةَ الإِْيْمَانِ
أَنْ لَيْسَ يُؤْمِنُ مَنْ يَكُونُ مُحَكِّمًا **** غَيْرَ
الرَّسُولِ الوَاضِحِ الْبُرْهَانِ
****
أَترون يا معشرَ
المُعطِّلة أَنَّنا نترك أَلْفَ دليلٍ على عُلُوِّ الله على عرشه مِن أَجْل
جَعَاجِعَ وهَذَيَانٍ لديكم؛ لأَنَّه ليس معكم دليلٌ واحدٌ صحيحٌ إِلاَّ جعاجعُ
وكذبٌ وهَذَيَانٌ.
لا بُدَّ عند النِّزاع بيْن النَّاس أَنْ يرجعوا إِلَى
الوَحْيِ المُنزَّلِ مِن السَّماءِ، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ
وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]، وقال تعالى: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ
فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ﴾
[الشورى: 10] فالذي يفصل النِّزاعَ هو الوَحْيُ وإِذَا رجعْنَا إِلَى الوحْي
وجدْناه يُثْبِتُ العُلُوَّ.
يُشير النَّاظم إِلَى قوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ﴾ [النساء: 65] وهذا قَسَمٌ مِن الله أَقْسَمَ بنفسه سبحانه وتعالى، وهو الصَّادق وإِنْ لمْ يحْلِفْ، لكنَّ هذا لأَهْميَّةِ تحكيمِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم في كلِّ نزاعٍ يحدث بينهم حتَّى يكونوا مُؤْمِنِينَ.