حَاشَاهُ مِنْ إِفْكِ النُّفَاةِ وَسَلْبِهِمْ **** فَلَهُ
الْكَمَالُ المُطْلَقُ الرَّبَّانِي
وَعُلُوُّهُ فَوْقَ الخَلِيقَةِ كُلِّهَا **** فُطِرَتْ عَلَيْهِ
الْخَلْقُ وَالثَّقَلاَنِ
لاَ يَسْتَطِيعُ مُعَطِّلٌ تَبْدِيلَهَا **** أَبَدًا وَذَلِكَ
سُنَّةُ الرَّحْمَنِ
****
هذا تنزيهٌ للهِ
تعالى عن هذا التَّفسيرِ، حاشاهُ، يعني الرَّب سبحانه وتعالى عن إفكِ هؤلاء،
والإفكُ: معناهُ الكَذِبُ؛ لأنّهم كذَبُوا على الله سبحانه وتعالى؛ حيث فسَّرُوا
علُوَّهُ بغيرِ معناه الصحيح.
هذا دليلُ الفطرةِ على العلُوِّ، فالعوام والمتعلِّمُون
والجُهَّالُ والحضرُ والبدوُ كلُّهم إذا دَعُوا اللهَ يتَّجِهُونَ إلى العُلوِّ،
ويرفعونَ أيْدِيَهم إلى السَّماءِ، وجُوهُهم وقلوبُهم تَتَّجِهُ إلى السَّماءِ
فطرةً، ما تعلَّمُوا، ولا درسُوا هذا، وإنما فِطرتُهم هي التي وجَّهتهم إلى جِهة
العُلُوِّ هذا مِن أكبرِ الأدلَّةِ على عُلُوِّ الله سبحانه وتعالى.
لا يستطيعُ المُعطِّلةُ تغييرَ هذه الفِطرة، وأن يَرُدُّوا هؤلاء عن اتجاهِهم إلى السماءِ أبدًا، ولو عَمِلوا ما عَمِلوا، الفطرةُ تأبَى هذا، قال تعالى: ﴿فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ﴾ [الروم: 30].