وكذاك عَجْبُ الظهرِ لا يبلى بَلَى **** منه تُركَّبُ
خِلْقَةُ الإِنسَانِ
وكذلك الأرواحُ لا تَبلى كما **** تَبلَى الجُسُومُ
ولا بِلَى اللَّحْمَانِ
ولأجلِ ذلك لم يُقِرَّ الجهمُ ما الـ **** أرواحُ خارجةٌ عن
الأبدانِ
****
كل هذه أشياء
باقية لا تفنى، لا كما يقول الجهم: إن الخلق يوم القيامة يُعاد عن عدم.
الأرواح إذا خرجت من أجسادها بالوفاة تبقى، وتُعذَّب أو
تُنعَّم مع الأجساد، فالأجساد ينالها العذاب ولو كانت ترابًا، ينالها العذاب مع
الأرواح أو النعيم إن كانت أرواح مؤمنين.
الروح خلقٌ لا يعلمه إلاّ الله، ولا يعلم كُنْهَ الروح
وحقيقة الروح إلا الله سبحانه وتعالى، ما دامت في هذا الجسد فإنه حي، وإذا خرجت
منه مات، وهي تبقى ولا تفنى، فهذا ردٌّ على جَهْم الذي يقول: يفنى كل شيء ويُعاد
من جديد.
لما أُورد على الجَهْم أن الرُّوح لا تفنى نفى أن الروح شيء غير الجسد، فالروح هي الجسد عنده، فإذا مات الجسد ماتت الروح، أمّا الرسل وأتباعهم فيرون أن الروح غير الجسد.