بل منهم من قد رأى تشبيهَه **** بالروحِ داخلَ
هذه الأبدانِ
ما فيهم من قال ليس بداخلٍ **** أو خارجٍ عن
جُملةِ الأَكْوانِ
لكنهم حامُوا على هذا ولم **** يتجاسَروا من
عسكرِ الإيمانِ
وعليهم رَدَّ الأئمةُ أحمدُ **** وصحابُه من كلِّ
ذي عرفانِ
****
القسم الثاني: أما
الحلولية العمومية فيقولون: إن الله حالٌّ في كلِّ مكانٍ من هذا الكون، فردَّ
عليهم ابن القيم رحمه الله: إنكم ما نزَّهْتُموه عن الحُلولِ في الحشوش وعن المحلاَّت
النَّجِسة والقاذورات - تعالى اللهُ عمَّا يقولون علوًّا كبيرًا - فإذا كان حالًّا
في كلِّ مكان فمعناه: أنَّه يحُلُّ حتى في الأشياءِ النجسةِ والقذرةِ ولا يُنزهون
اللهَ تعالى فهل بعدَ هذا الكفرِ كفر؟
يقولون: إنَّ قولَ الحُلولية هذا مع شناعتِه أخفُّ من قولِ الجهميةِ الذين يقولون: إنَّ اللهَ ليس بداخلِ الأكوانِ ولا خارجِها، هذا أشدُّ في الكفرِ لأنَّ معناه: أنه معدوم، وهؤلاء يقولون: إنه موجودٌ ولكنه حالٌّ في المخلوقات، لكنَّ الجَهْمِيةَ -وسيأتي ذكرُ مذهبِهم - يقولون: لا داخلَ العالمِ ولا خارجَ العالم، إذن أين هو إنه «معدوم» وقصدُ الشيخ: إنَّ الحلوليةَ أخفُّ كفرًا من الجَهْمية.